الجنس : المشاركات : 113 النقاط : 428 سجل فى : 17/03/2011 المزاج : رايق
موضوع: Wink تقول الأية الكريمة عن الوحي التالي : الجمعة مارس 18, 2011 5:08 am
تقول الأية الكريمة عن الوحي التالي :
((( وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وانك لتهدي الى صراط مستقيم ))) الشورى 52
إذا , وبناء على هذه الأية الكريمة فإن الوحي هو روح من أمر الله .
ولاكن ... هل هذا معناه أن الروح عبد من عباد الله الصالحين أي أنه خارج عن الله سبحانه وتعالى ليكون بهذا لكل منهم كينونته الخاصة به - والعياذ بالله - بما أنه من أمره ؟؟ أو .. هل تنفصل روح الله سبحانه وتعالى عنه بحيث تصبح هناك كينونتان مستقلتان أي كينونة الله وكينونة روحه ؟؟
تقول الأية الكريمة حول هذا التالي :
((( فاتخذت من دونهم حجابا فارسلنا اليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا ))) مريم 17
إذا , فالروح هي روح الله سبحانه وتعالى لقوله ( روحنا ) ....
فهي بذالك ملكه ومن أمره تبارك وتعالى ولا تنفصل عنه .
ولاكن ..... كيف يرسل الله روحه كرسول للبشر ودون أن تنفصل عنه ؟؟
تقول الأية الكريمة حول هذا :
((( فاذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين ))) ص 72
لو أدركنا سيدي الكريم عظمة خلق الإنسان وكونه قد نفخ فيه من روح الله سبحانه وتعالى لأدركنا بأنه وبمجرد النظر في أعماقنا بأن الإنسان لاينفصل عن الله سبحانه وتعالى مابقي حيا لأنه يحيى بروح الله سبحانه وتعالى والموجدة داخله .... ولإستطعنا مخاطبة الله خطاب الروح لروحها كخطاب النفس للنفس . غير أن الذي يعيقنا عن خطاب الروح للروح هذا وفهمه هو خطاب النفس الأمارة بالسوء لنفسها كونها مبنية على حب الذات ( الأنا ) .
وعليه فإنني أقول :
بإن الوحي سيدي الكريم على علاقة مباشرة بالعقل , وهذا العقل غير خاص بالإنسان وحده وإن كان هو أعقل المخلوقات , فجميع المخلوقات تعقل الأمور ولكن بطرق مختلفة لقوله سبحانه وتعالى :
((( تسبح له السماوات السبع والارض ومن فيهن وان من شيء الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم انه كان حليما غفورا ))) الإسراء 44
كما أن الوحي ليس بملاك من الملائكة لما ذكرت من أية كريمة . كما أنه ليس خاص بإنسان دون سواه فهو متاح للجميع والنحل دليلنا . فالوحي هو الروح والروح لاتتجزء لأنها روح واحدة محيطة بنا وهي روح عادلة بحيث لاتختار أحد من بيننا لتتعامل معه دون سواه وإنما الموضوع بأيدنا نحن بمقدار تفتح عقولنا وقلوبنا لتقبل هذا الوحي
((( رفيع الدرجات ذو العرش يلقي الروح من امره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق ))) غافر 15
وقوله هنا تبارك وتعالى ( على من يشاء من عباده ) تعني مشيئة العبد بأن يتقبل الروح من عند الله وليست مشيئة الله بأن يختار هو من يلقي عليه هذه الروح لأنه تبارك وتعالى منزه عن التفريق بين عباده لأنه الخالق الذي أحسن كل شيئ صنعا ..... أي أن الموضوع هنا بحاجة للخوض ب ( التسير والتخير ) .
وعليه فموضوع تقبل الوحي من عدمه بأيدنا ومتاح للجميع فمنا من يضعف ويقف عند مرحلة معينة فيصبح بهذا رسام مثلا ومنا من يصبح شاعر ومنا من يصبح عالم ومنا من يصبح نبى فهي نخبة من نخبة من نخبة . أما نخبة النخبة سيدي وهم الرسل من الذين يجدون عزما لتقبل الوحي التشريعي والذي هو أعلى مراتب الوحي فإن حياتهم تكون قابعة بين الكثير من أنواع الوحي ..... فهناك الوحي العادي الذي لايفرض تشريع وإنما هو عبارة عن تلميحات بسيطة ( كأن أرسم لوحة أو أعزف مقطوعة موسيقية أو أقول مقولة مأثورة أو حكمة جميلة وغيرها ) . وهناك الوحي التشريعي القائم على العدل والمساوة والرحمة المطلوبة منا جميعنا نحن بني البشر لنصل لدار السلام التي حدثنا عنها المولى تبارك وتعالى , وهذا بحاجة إلى أولي عزم منا بتحمل مخاطر والأذى من جميع من هم حولهم لطرحهم الجديد هذا لعقيدة وتشريع جديد ين مما يطغى على التشريع السابق في عملية تطوير وتحديث وليس بعملية إلغاء للثوابت كالعدل وغيرها من القيم المطلقة . كما أننا يجب أن نعي هنا بأن الرسول المشرع يكون معه الكثير من حالات الوحي بمختلف درجاتها كونه إنسان بالدرجة الأولى ........ غير أن أهمها بالنسبة له هو الوحي التشريعي والذي يطمس بعزمه كل أنواع الوحي الأخرى داخل روح الرسول الكريم ليبقى هو الحقيقة الوحيدة لشخصيته . فهناك حياة الرسول الكريمة الخاصة والتي لاتتعدى كونها حياة إنسان عادي كأن يطلب من زوجته أن تعد له الطعام مثلا أو أن يستأذنها للذهاب لقضاء حاجة وهذا وارد , كما وأنه قد يلاعب أطفاله في بعض الأحيان , أو يحدث أصحابه بحديث فيه حكمة محببة لنا . غير أننا لانأخذ بأي من هذه التصرفات أو الأفعال والأقوال على أنها وحي تشريعي لنا وإن كانت هذه التصرفات أو الأقوال قد صدرت عن الرسول الكرام , لأن الوحي الأساسي في حياتهم هو الوحي التشريعي الذي يحمل أساس رسالتهم . وهذا الوحي التشريعي نجده حصر في كتب الله السماوية ومن بينها والمهيمن عليها كتاب الله الكريم وقرأنه . أرجوا أن أكون قد أوضحت قليلا في طرحي هذا ولكم كل الشكر والدور بالمداخلات . والسلام عليكم ورحمة الله وبركات